الرئيسية / القراءاتُ القرآنيَّةُ المتواترةُ بينَ تحوُّلاتِ الصِّيغةِ وتغيُّراتِ الدّلالةِ

القراءاتُ القرآنيَّةُ المتواترةُ بينَ تحوُّلاتِ الصِّيغةِ وتغيُّراتِ الدّلالةِ

اسم الباحث :عامر سليمان درويش

المشرف :الأستاذ الدّكتور: عبد الإله نبهان + الدّكتور: محمّد ماجد العطائيّ

العنوان :القراءاتُ القرآنيَّةُ المتواترةُ بينَ تحوُّلاتِ الصِّيغةِ وتغيُّراتِ الدّلالةِ

العام :2020

القسم :شعبة الدِّراسات اللُّغويَّة

الملخص :النّصُّ القرآنيُّ عربيٌّ مُعجِزٌ ببيانِه وأسلوبه، وممّا زاد في سمّوهِ تعدّدُ القراءاتِ المتواترةِ فيه، فالكلمةُ القرآنيَّةُ نفسُها قد تُقرَأ في بعضِ المواضعِ بصيغتينِ صرفيّتينِ مختلفتينِ، أو بعلامتين إعرابيّتينِ متباينتينِ في سياق واحد.

ولا شكّ أنّ تّحوُّلاتِ الصِّيغةِ في القراءات القرآنية لها أهمّيّتُها وأثرُها الدّلاليّ، وهذا ما أثرى الدّراسات اللغوية, فاتجهت الجهود إلى تصنيف كتب القراءات وتوجيهها لغةً وصرفاً ونحواً، والاحتجاج بها ولها، وفي الوقت نفسه كان لكتب معاني القرآن وتفاسيره حظّها من العناية بالقراءات.

وثمّة فرق في منهج الكتب التي ضمّت القراءات القرآنية من حيث عرضها والبحث فيها. وعليه يمكن تصنيفها في قسمين:

أوّلاً: كتب جمعت القراءات أصالةً (الحُجّة للقرّاء السّبعة لأبي عليّ الفارسيّ (377ه)، والمُحتسب لابن جنّي(392هـ))، ولم تُعنَ هذه المصنّفات وأمثالها بدراسة الفروق الدقيقة بين قراءتين في آية واحدة؛ بل جُلّ اهتمامها تقوية قراءة، وبيان وجهها في اللغة والتفسير، أو تضعيفها لغةً أو دلالة، أو الاستشهاد لها من كلام العرب. ولا يُعدم وجود إشارات إلى الفروق الدلالية بين قراءتين.

  • ثانياً: كتب ذكرت القراءات تَبَعاً (تفاسير القرآن وأعاريبه)، ويُدرج فيها اختلاف القراءات وتوجيهها بإيجاز وتَكرار لما ورد في كتب الاحتجاج للقراءات، أو استدراك عليها. ولا يخفى أن بحث القراءات فيها غير مقصود؛ إذ هدفها ابتداءً التفسير.

وممّا سبق بيانه يُرى أنّه لم تُفرد عند المتقدّمين مؤلّفات تختصّ بالبحث عن دلالة كل قراءة في سياقها بحثاً وافياً مقصوداً لذاته, وما ذاك عيباً أو تقصيراً؛ ولكنهم اكتفَوا –في كثير من المواضع- بإيراد الفروق الدلالية بين القراءات بالإجمال لا التفصيل.

 

وهذا ما دفعني إلى البحث في القراءات القرآنية؛ فرأيت أن أجمع ما تناثر في كتب توجيه القراءات ومعانيها والتفاسير والأعاريب القرآنية؛ مفصِّلاً مُجْمَلها، موجِزاً القول في مبسوطها، مناقِشاً ما يحتمل النقاش، مرجِّحاً بعض الآراء، مُضيفاً ما يبدو لي أنّه فرق دلالي معتمداً المعانيَ المعجمية والصرفية والنحوية للمادة اللغوية المدروسة في سياقها. وعزمت على ذلك في دراسة عنوانها: (القراءاتُ القرآنيَّةُ المتواترةُ بيْنَ تحوُّلاتِ الصِّيغةِ وتغيُّراتِ الدّلالةِ).

حدود البحث:

في اختلاف القراءات جانبان؛ صوتي يتعلّق بالأداء كالإمالة وتحقيق الهمزة أو تسهيلها ونحو ذلك, وآخر صرفي نحوي يتعلّق باختلاف الصيغ الاسمية والفعلية واختلاف العلامة الإعرابية.

وسوف أدرس الألفاظ المُختَلف فيها ضمن (المستوى الصرفي والنحوي) بين القراءات العشر المتواترة مستبعِداً الجانب الصوتي.[1]

منهج البحث:

يجمع هذا البحث بين الدراستين الوصفية القائمة على إحصاء الآيات القرآنية ذات الاختلاف القرائي غير الصوتي, والتحليلية بناءً على قواعد علوم اللغة العربية نحوها وصرفها وفقهها وبلاغتها.

خطوات البحث:

جمعتُ الآيات التي فيها قراءتان متواترتان أو أكثر, وبعدها اخترت نماذج من القراءات العشر, وسبب الاختيار وجود تغايرٍ دلالي في أكثر القراءات القرآنية التي جُعلت مادة للبحث.

 

 وتقوم الدراسة على النقاط الآتية:

أولاً: أدوّن الآية القرآنية كاملةً كما وردت في المصحف (برواية حفص عن عاصم), وقد أنقل ما قبلَها وما بعدها؛ طلباً للسياق الذي وردت فيه القراءة القرآنية.

ثانياً: أوثّق اختلاف القرّاء في الآية معزوَّاً إلى كتب القراءات المتواترة.

ثالثاً: أبيّن أصل الاشتقاق للمادة اللغوية المدروسة من كتب اللغة.

رابعاً: أبحث في الآية المدروسة عن أثر تغاير القراءة في الدلالة، مراعياً المعنى اللّغوي والوظيفي والسياقي.

خطَّة البحث:

ضمّ البحث تمهيداً وأربعة فصول، فضلاً على المقدمة والخاتمة، وملحق تراجم القراء العشرة ورواتهم.

بيّنت في التمهيد معنى (القراءات القرآنية)، ثمّ شرعت بالفصل الأول (التّحوّل في الصّيغ الفعليّة)، ودرست فيه الفعل الثلاثي بين التجرد والزيادة؛ بغية بيان أثر الزيادة في دلالة القراءة، ووقفتُ المبحث الأول منه على دراسة التّحوّل من صيغة (فَعل) إلى (أفعَل)، والثاني من (فَعل) إلى (فاعَل)، وختمته بمبحث التّحوّل من (فَعل) إلى (فعَّل).

وأما الفصل الثاني فخصصته للكلام على (التّحوّل في الصّيغ الاسميّة)، وجمعت فيه اختلاف القراءات بين المشتقات، وهو مبحثان؛ الأول: التّحوّل من (اسم فاعل) إلى (اسم فاعل آخر مختلف في الوزن)، والآخر: التّحوّل من (اسم الفاعل) إلى (اسم المفعول).

وحوى الفصل الثالث (التّحوّل في بينة الفعل) مبحثين: أحدهما: التّحوُّلُ في الصّيغة الفعليّة من حيث البناءُ للمعلوم والبناءُ للمجهول، وثانيهما: التّحوُّلُ في الصّيغة الفعليّة من حيث الزّمن. ورابع الفصول (التّحوّل الإعرابيّ) بحثتُ فيه أثر اختلاف العلامة الإعرابية في الدلالة، وضمّ ثلاثة مباحث؛ الأوّل: التّحوّل من الرفع إلى النصب، والثّاني: من الرفع إلى الجرّ، والثّالث: من النصب إلى الجرّ.

بعد ذلك أنهيت الدّراسة بخاتمة البحث ونتائجه، وأشفعتها بترجمة القراء العشرة، فالفهارس الفنّية.

 ثمّة دراسات صوتية قرآنية، منها: الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات، رسالة دكتوراه، جامعة حلب 2005م، للباحث عبد البديع النيرباني. ودلالات الظاهرة الصوتية في القرآن الكريم للباحث خالد قاسم بني دومي، رسالة دكتوراه، جامعة اليرموك في الأردن.

تحميل البحث :