لتِّقْنِيَّاتُ الفَنِّيَّة والأَبْعَادُ الفِكْرِيَّة في أدَب ل. ن. تولسْتُوْي (دِرَاسَة نَقْدِيَّة تَطْبِيْقِيَّة) اسم الباحث :ناظم وهبي الدِّيبو المشرف :الأستاذ الدُّكتور أحمد سيف الدين العنوان :التِّقْنِيَّاتُ الفَنِّيَّة والأَبْعَادُ الفِكْرِيَّة في أدَب ل. ن. تولسْتُوْي (دِرَاسَة نَقْدِيَّة تَطْبِيْقِيَّة) العنوان باللغة الإنكليزية :Artistic Techniques and Intellectual Dimensions in L. N. Tolstoy’s Literature (An Applied and Critical Study) العام :2022 القسم :اللغة العربية الملخص : استُهلَّتْ هذه الأطروحةُ المَوْسُومة “التقنيات الفنية والأبعاد الفكرية في أدب ل. ن. تولستوي – دراسة نقدية تطبيقية” بمقدمة قدَّمت وصفاً لأعمال تولستوي المدروسة مثل «القوزاق»، «الحرب والسلام»، «آنَّا كارينينا»، «اعتراف تولستوي»، «موت إيفان إيليتش»، «البعث»، «الحاج مراد»، وغيرها. كما تعرَّضتْ للحديث عن فَرَضيَّات البحث وأسئلته من مثل: -استعمل تولستوي طائفة من التقنيات السردية، ما هي؟ وكيف وظَّفها؟ -ناقش تولستوي ثُلَّةً من القضايا الفكرية بأساليبَ متميزةٍ، ما هي؟ وكيف عالجها؟ وما الخلاصات الفكرية والرُّؤى الفلسفية التي توصَّل إليها؟ وقد سَلَكَ هذا البحث مسالكَ عِدَّةً للتحقُّق من صِحَّة فرضياته؛ إذِ استعمل مناهجَ بحثيةً داخلية نسَقِيَّة تُعنَى بالبُنَى الفنية؛ مثل المنهج الشكلاني، والبنيوي التكويني (التوليدي)، والتأويلي (الهرمنيوطيقي). وكذلك فقد استعمل مناهجَ خارجيةً سياقية مثلَ المنهج التاريخي، والاجتماعي، والنفسي، كما كان للمنهج المقارن حضورٌ في هذا البحث. وبعد ذلك أتى التمهيد ليقف عند مصطلحات البحث الكبرى وتعريفاته الإجرائية، وليقدم تعريفاً بليف تولستوي. ثم أتى الباب الأول الموسوم “التقنيات الفنية في أدب ل. ن. تولستوي” متضمناً فصلَين؛ أمَّا الأول فقد عُنوِنَ بـ: “التقنيات الفنية رَقْم (1)”، وقد ناقش كلّاً من المباحث الآتية: المبحث الأول (السرد التاريخي الوثائقي والسرد الملحمي البطولي)، وقد تضمَّن هذا المبحث مجموعة من المحاور، هي: التاريخ والرواية، الحقيقة بيْن عِلم التأْريخ وبين السرد التولستُوِيِّ، وثائقية السرد عند تولستوي، بيْن الملحمة والرواية، وصْف المعارك الهائلة الفجائعية، البطولة الملحمية والتعبير عن العامِّ بالخاصِّ، الشِّعرية الملحمية التولستوِيَّة وتجلِّيات جلجامش، السرد التولستوِيُّ والملامح الملحمية الهوميرية. أما المبحث الثاني المعنون بـ: (الحوار الخارجي “الديالوج” والحوار الداخلي “المونولوج”)، فقد ناقش كلاً من: الديالوج ثنائي اللغة، الديالوج الاستطرادي، الديالوج الحِجَاجي، الديالوج الإخباري والتعليمي، المونولوج المباشِر وغير المباشر، المونولوج الجدَلي (الديالكتيكي)، المونولوج الاستذكاري، المونولوج الاستنطاقي، المونولوج التخيُّلي (أحلام اليقظة). وبعد ذلك أتى المبحث الثالث (التبئير والأصوات)، فدرَس كلاً من: التبئير الخارجي، التبئير الداخلي، التبئير الصِّفْري أو اللاتبئير، كما تعرض للحديث عن الأصوات عند تولستوي من حيث تعدُّدُها وأُحاديَّتُها. أما الفصل الثاني من الباب الأول، فقد وُسِمَ بـ: “التقنيات الفنية رقم (2)”، وتضمن ثلاثة مباحثَ، سُمِّي الأول (شعرية اللغة والتغريب عند تولستوي)، وقد أوضح هذا المبحث أن اللغة لدى تولستوي تضْطَلع بوظيفتين إحداهما نفعية توصيلية إفهامية، والأخرى تعبيرية جمالية تزيينية، ونوقشت هذه القضيةُ في محاورَ عدةٍ، هي: العُدُول وكَسرُ الأُلْفة، التغريب بالمجاز (التشبيه والاستعارة)، التغريب بالتعدد اللغوي والإدراج، التغريب بالوصف والاستطراد، التغريب بالخرافة. أما المبحث الثاني (الوصف والتصوير وتشكيل الفضاء الروائيِّ التولستُوِيِّ)، فقد ناقش عدة أَضْرُبٍ من الوصف توفَّرت في نصوص تولستوي مثل: الوصف التفصيلي الإيهامي، الوصف الزخرفي التزييني، الوصف التعبيري والتفسيري، الوصف والتَّقاطُبَات المكانية، مُبيِّناً الدورَ الذي يضطلع به الوصف في ربْطِ العناصر السردية مِن (أمكنةٍ، وشخصيات، وأحداث، ورؤيا سردية) وتوظيفها لتكُوْن فاعلةً في تشكيل فضاءٍ روائيٍّ خاصٍّ بالخِطاب التولستُوِيِّ. وبعد ذلك جاء المبحث الثالث (المونتاج والملامح السينمائية في سرد تولستوي) ليطرح قضيةً تِقْنِيَّةً جديدة اغْتنتْ بها نصوص تولستوي؛ فبيَّن كيفية توظيف “المونتاج” -بوصفه آليةً سينمائية- لخدمة النص الروائي وبثِّ الحيوية فيه؛ بما تنماز به هذه الآلية من خاصيات حركية دينامية قادرة على رصْد البواطن النفسية والتعبير عن الرؤيا السردية التولستوِيَّةِ في التطلُّع إلى البعث الروحي والأخلاقي. وقد انتظم نقاش هذه القضيةِ قضيةِ (المونتاج) في عدة محاورَ كالآتي: المونتاج وتكوين المشهد الروائي، المونتاج الزماني (الاسترجاع/الاستباق – تبطيء السرد/تسريع السرد)، المونتاج المكاني (المتزامن – المتوازي)، مونتاج التكرار (التواترات السردية)، مونتاج الإلصاق والاقتباس والتضمين، المونتاج التضادِّي والمفارَقات المشهدية. أما الباب الثاني المسمَّى “الأبعاد الفكرية في أدب ل. ن. تولستوي”، فقد عُني بتِبيان المبادئ والرؤى الفكرية لتولستوي في عدة حُقُول، وقد قُسِم هذا البابُ إلى فصلين؛ أولهما بعنوان: “الأبعاد الفلسفية والدينية”، وتضمن هذا الفصل خمسة مباحثَ، هي: (البعد الوجودي والأخلاقي) الذي عالج قضية “القلق الوجودي والبحث عن معنى الحياة”، كما ناقش قضية “البعث الروحي والأخلاقي وإدراك معنى الحياة” لدى تولستوي. أما المبحث الثاني (البعد التربوي التعليمي)، فقد تمَحْورَ في خمسة محاور عَرَضتْ لجهودِ تولستوي في حقل التربية والتعليم، وناقشتْ تنظيراته في مجال أُصول التدريس (البيداغوجيا)، كما أتاحتْ متَّسعاً للحديث عن رُؤى تولستوي في مَجالَيْ علْمِ نفسِ النموِّ وعلم النفس التربوي؛ تلك الرؤى التي ركَّزتْ على مفهوم “تقدير الذات”، واهتمتْ بـ”النَّمْذَجة والتنميط السلوكي” بوصفه أحدَ أهمِّ أساليب التعليم والتعلُّم، وكذلك لم تُغْفِلِ الحديثَ عن فلسفة تولستوي التربوية التي تدعو إلى “حرية التعلُّم”، وتُشدِّد على “ربطِ التعليم بالحياة”. وبعد ذلك أتى المبحث الثالث (البعد الفنِّي والجمالي) ليبيِّنَ آراء تولستوي في هذا الصدد؛ تلك الآراء التي تَغلب عليها المِسْحَة الانتقادية، وقد انتظم هذا المبحث في خمسة محاور، هي: بَيْنَ الفنِّ والجمال والحقيقة والخير، الفنُّ أداة نقْلٍ وتوصيل، الفنُّ حوامِلُه الدينية ووظائفه الأخلاقية، الفن الحقيقي والفن المزيَّف، العِلْم والفن علاقةُ الْتِقاءٍ وارتقاء. هذا في القسم الفلسفي من هذا الفصل، أما في القسم الديني، فقد وضَّح البحث الطابع الوعظي الإرشادي الذي تنماز به أعمال تولستوي؛ ذاك الوعظ والإرشاد المستمد في معظمه من التعاليم الدينية المسيحية. كما أفسح هذا القسم مَجالاً لإبراز الجانب الديني التحاوري لدى تولستوي؛ أيْ تَحاوُر الأديانِ وتَلاقيها، كما أوضَح اهتمامَ تولستوي بالأديان الأخرى، وحُضورَ مَلامح تلك الأديان في أدبه. أما الفصل الثاني من الباب الثاني، فقد وُسِمَ بـ: “الأبعاد الاجتماعية والتاريخية”، وقدِ احتوى المباحث الآتية: المبحث الأول (البعد الأُسَري والنفسي) الذي ناقش قضية “الحب الجسدي والحب الروحي”، وعَرَضَ أراء تولستوي في المرأة والزواج وبناء الأسرة وتربية الأبناء، وقدَّم نماذجَ أسريةً متباينة من حيث السعادة والتعاسة، وبيَّن العوامل الفاعلة في ذلك حسْبما رأى تولستوي. أما المبحث الثاني (البعد المجتمعي والثوري)، فقد رُهِن للحديث عن موقف تولستوي من المُلكية الخاصة والطبقية والقِنَانَة وبُؤس الفلاح الروسي ومعاناته، كما تحدَّث هذا المبحث عن فساد الهيئة الاجتماعية القائمة على الدَّجَل والمُداهَنة والأنانية، وكذلك تحدَّث عنِ انهيار المنظومة القضائية وتخبُّطِها، وفي النهاية عرض هذا المبحث متَّسعاً للحديث عن ثورة تولستوي ذاتِ القِوام الأخلاقي القِيَمِيِّ. أما في الجانب التاريخي من هذا الفصل، فقد نُوقِشت فلسفة تولستوي للتاريخ وآراؤُه في القوى الفاعلة في تحريك الأحداث وصناعة التاريخ، كما نوقشتْ قضية “الحرب”، ووُضِّح موقفُ تولستوي منها، وكذلك فقد تعرَّض هذا الجانب لنظرية تولستوي اللَّاعُنْفِيَّة، وبيَّن جهودَه في مجال السلام، وأخيراً ناقشَ آراء تولستوي في الإصلاح وبناء الحضارة. وقد ذُيِّل هذا البحث بمجموعة من النتائج والتعميمات، وكذلك بطائفة من التوصيات والمقترَحات التي كان مِن أبرزِها: إن البرنامج السردي التولستُوِيَّ ينتظم وفْقَ ثلاثةِ مَسَارَاتٍ: الأول: مَسْرَحَة الأحداث ومَشْهَدَتُها بوساطة المقاطع الحوارية التي تكرِّس السِّمة الدرامية في أدب تولستوي. والثاني: هو الوصف الذي يُسهم في تشكيل الفضاء الروائي عند تولستوي. أمَّا ثالثُ المَسارات فهو: سردُ مُتَوَالية الأحداث التي يُسَلْسِلُها الساردُ. والمُلاحَظ أن الوصف والحوار قدِ استغرقا المساحة الأوسع من روايات تولستوي، وبذلك قد جَعَلا الإيقاع السرديَّ التولستُوِيَّ بطيئاً مُراوِحاً؛ وهذا البطءُ يخدم النزعة الفلسفية التأمُّلية عند تولستوي؛ إذْ معلومٌ ما يحتاجه التأمل الفلسفي من أناةٍ وتمعُّن وتدبُّر. إن المنظومة السردية عند تولستوي تتميز بالحيوية الديناميكية، وقد أسهمتْ في ذلك مجموعةٌ من الميكانيزمات والفواعل السردية مثلِ: المونتاج والتصوير الحركي السينمائي، والحوار، والوصف المُسَرَّد الممتزِج بالسرد. وهذه السيرورة التِّقْنِيَّة في سرْدِ تولستوي تنسجم مع السيرورة الأيديولوجية لديه؛ إذْ إنَّ أشخاص تولستوي في حالِ صراعٍ دائم مع الذات والعالَم، وفي حالِ حَرَاكٍ وتبدُّلٍ مُطَّرِدٍ، وتطوُّرٍ أخلاقي وسلوكيٍّ مستمر. وهذا الحَرَاك والتبدُّل سِمةٌ ظاهرة في سلوك تولستوي الشخصي، وكذلك في سلوك أبطاله الذين عكسوا كثيراً من جوانب شخصيته ورُؤاه الأيديولوجية والأخلاقية. إن العمود الفِقْرِيَّ الذي تُبنى عليه أعمالُ تولستوي هو بَعْثُ الإنسان الروحي والأخلاقي والاجتماعي والوطني؛ وهذا “البعث” هو بمنزلة الانتصار الذي تنتهي إليه سيرورة أشخاصِ تولستوي. وهذا كلُّه يكثِّف السِّمة الدرامية والملحمية في سرد تولستوي بما يتوفَّر عليه من صراع فكريٍّ ونفسي في البحث عنِ الذات وعن حقيقة الوجود. ومما أوصى به البحث ما يأتي: إفراد أُطروحة لمُناقشة الملامح المَلحمية بين تولستوي وبين جلجامش وهوميروس. إعداد أطروحة بعنوان: “سَرْد تولستوي في ضوء مدرسة تيَّار الوعي – المونولوج والمونتاج أنموذجاً”. إعداد بحث بعنوان: “المَجاز وفضاء اللغة في سرد ليف تولستوي”. الكلمات المِفتاحية (الدالَّة – الواصفة): تِقْنِيَّة سَرْد رواية مسرحٌ حوار تحميل البحث :