الرئيسية / الشّعر في كتب التَّاريخ (الطَّبريّ- المسعوديّ- ابن الأثير – ابن كثير) دراسة وظيفيَّة فنّيَّة

الشّعر في كتب التَّاريخ (الطَّبريّ- المسعوديّ- ابن الأثير – ابن كثير) دراسة وظيفيَّة فنّيَّة

اسم الباحث:ثائر خالد الحسين

اسم المشرف:أ.د.سوسن لبابيدي-دهيفاء الحمصي.

العنوان:الشّعر في كتب التَّاريخ (الطَّبريّ- المسعوديّ- ابن الأثير – ابن كثير) دراسة وظيفيَّة فنّيَّة

العنوان باللغة الإنكليزية:

Poetry in History Books( Al-Tabari, Al-masudi, Ibn Al-Athir, and Ibn Kathir ) A Metaphorical Functional Study

العام:2024

القسم:اللّغةِ العربيّة

الملخص:

يرتبطُ الشّعرُ بالتَّاريخ ارتباطاً وثيقاً، فكلاهما يتأثَّرُ بالآخر ويتفاعل معه، ويؤدّيان وظيفةً مُشتركةً في نقل أخبار الأمم والعصور، وتقديم الفائدة والمتعة، وسرد الأحداث والأنباء، وحفظ الأنساب والمآثر، فالشّعرُ ديوانُ العرب، جَمعت فيه أحداثَها وأيَّامَها وأخبارَها ومناقبَها بأسلوبٍ فنّيّ جماليّ أضفى على الخبر المسرود حُسناً، وهذا ما جعله يدخلُ كتبَ التَّاريخ الَّتي كانت سبباً في حفظه وتوثيقه، وقد بُنيت كثيرٌ من الأحداث التَّاريخيَّة على الشّعر؛ فلو انتزعت الأبيات لذهب المعنى، وانقضى الخبر، وضاعت الأحداث، فالشّعرُ يُلخصُ التَّاريخَ والصّراعات والخلافات والمُنافرات بإيجاز من خلال أسلوبه المُختزل.

وقد تناولَ الشّعرُ الموجودُ في كتب التَّاريخ سائر الأغراض الشّعريَّة والأحداث والخلافات والمُنافرات، وتحدَّث عن الأنساب والآباء، وذكرَ الفتوحات، وزجرَ المُذنب، ومَدَحَ المعطي، ووصفَ المعارك والنّزاعات السّياسيَّة، وصوَّر البطولات، وسجَّل الغزوات، واستجدَّ فيه الدّفاعُ عن الملل والنّحل، واختلاف الفرق، والحجاجُ عن الأحزاب السّياسيَّة، وإبرازُ العلاقات بين العرب والأمم المجاورة، وقلَّ فيه وصفُ الطَّبيعةِ وأركانِها، والحيوانِ وأنواعِهِ، والطَّللِ وأمكنتِهِ وأزمنتِهِ.

تعدُّ الأبياتُ في كتب المؤرّخين ذخيرةً معرفيَّةً كبيرةً، ومعجماً شعريَّاً واسعاً، ومعلوماتٍ متنوّعةً عن الشُّعراءِ والموضوعاتِ الشّعريَّةِ في سائر العصور، وكثيراً ما يلجأ الباحثون إلى تلك الكتب لجمع ديوانِ شاعرٍ نُثرت أبياته هُنا وهُناك.

وقد عُنيت الدّراسةُ بالشّعرِ في كتبِ التَّاريخِ عندَ الطَّبريّ والمسعوديّ وابن الأثير وابن كثير، لما لهم من فضلٍ كبيرٍ في جمعِ كثيرٍ من الشّعرِ في العصورِ المتعدّدة، وذكر موضوعاته المتنوّعة وحفظه، والاستشهادِ به ممَّا أغنى تواريخَهُم وأسهمَ في إثرائها، فضلاً عمَّا تضمَّنه ذلك الشّعرُ من وظائفَ متعدّدةٍ منها سياسيَّة، وأخرى اجتماعيَّة كانت محور البحث.

وقد بدت الوظيفة السّياسيَّة في كتب التَّاريخ من خلال مظاهرَ متعددةٍ، ففي العصر الجاهليّ عبَّرَ الشُّعراءُ عن ذواتهم الجمعيَّة من خلال القبيلة، وذكرُوا أيَّامَهم وحروبهم معبّرين عن أهوائهم ورغباتهم، مُتحدّثين عن صراعهم مع القبائل المجاورة أو الإمارات البعيدة، مُبرزين شجاعتهم وبأسهم، وفي العصر الإسلاميّ بدت ملامحُ الشّعرِ السّياسيّ من خلال الصّراع بين معسكري الشّرك والإيمان والنَّقائض الَّتي جرت بينهما، ودفاع كلّ فريق عن فكره ومعتقده، فضلاً عن الغزواتِ الحربيَّةِ الَّتي بثَّ الشُّعراءُ فيها سياستهم الجديدة، بالإضافة إلى النَّقائض الَّتي جرت مع شعراء الوفود، وما جرى بين الفريقين من تفاخرٍ وتنافرٍ، وفي العصر الأمويّ عبَّرَ الشّعرُ عن تصارعِ الأحزابِ السّياسيَّةِ وتقارعِهَا، فكان العصرُ الأمويُّ مهدَ الصّراعاتِ بين الأمويين والشّيعة والخوارج والزُّبيريّين والَّتي كانت سبباً كافياً لانتشار الشّعر الَّذي يحملُ طابعاً سياسيَّاً لدفاع كلّ حزب عن مقولاته وأتباعه، وفي العصر العبَّاسيّ غدا الشّعرُ معبّراً عن الواقع السّياسيّ، مُسهماً في تصويرِ الأحداثِ الجاريةِ، ونقلِها بما تضمَّنَهُ من صراعاتٍ داخليَّةٍ وأخرى خارجيَّةٍ.

وتبدَّت الوظيفةُ الاجتماعيَّةُ للأبيات الشّعريَّة الَّتي استحضرها المؤرّخون من خلال تعبيرها عن مظاهرِ الحياةِ الدّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ، ففي العصر الجاهليّ عبَّر الشّعرُ عن الأنسابِ حيناً، والحياةِ الدّينيَّةِ حيناً آخر، فقد عبدَ كثيرٌ من القوم الأوثان والأصنام، وقليلٌ منهم عبدُوا الله وحده مُستمدين تعاليمَهُ ممَّا بقي من الدّين الحنيف دين سيّدنا إبراهيم u، وتحدَّث الشُّعراء عن مكارمِ الأخلاقِ من حسنِ جوارٍ وكرمٍ، وغيرها من الموضوعاتِ الاجتماعيَّةِ، وفي العصر الإسلاميّ تناولَ الشُّعراءُ الأغراضَ الشّعريَّةَ المعتادةَ، غير أنَّهم أضافُوا إليها ما يتناسبُ مع القيم الجديدة المُستمدة من تعاليم الدّين الإسلاميّ، فإذا مدحُوا مدحُوا مكارمَ الأخلاقِ فضلاً عن مدحهم من نصر الدّين وأسهمَ في نشره، فحازَ المُهاجرون والأنصارُ الجانبَ الأكبرَ من المديح؛ لنصرة النَّبيّr، ومن المظاهرِ الاجتماعيَّةِ التَّي عبَّرَ عنها الشّعرُ الإسلاميُّ في كتب التَّاريخ الجوار، لما للمتجاورين من حقٍّ وحرمةٍ، ومنها: النَّقائض الشّعريَّة الَّتي جرت مع شعراء الوفود، وفي العصر الأمويّ بدت مظاهرُ الحياةِ الاجتماعيَّةِ من خلال موضوعاتِ الشَّعرِ وأغراضِهِ، كالمديح والرّثاء والعتاب والغزل، وما شابه ذلك من مظاهرَ متنوّعةٍ، كالشّعر في الشَّكوى من الفقر والجوع، والشّعر في القصص الغزليَّة وغيرها. وفي العصر العبَّاسيّ ارتبطت الأشعار ارتباطاً وثيقاً بحياة الخلفاء، فعبَّروا عن حياتهم وفتوحاتهم وانتصاراتهم ووفاتهم، وما اتَّصفُوا به من حسنِ قيادةٍ، ورعايةِ أمَّةٍ، وحفظِ دينٍ، ورقيّ نسبٍ، وعدلٍ بين الرَّعَّية، وحفظٍ لشؤون الخلافة الدَّاخليَّة، ومراعاةٍ للشُّؤون الخارجيَّة، فضلاً عن القصصِ المعبّرةِ عن الحياة الاجتماعيّة، وما تَضَمَّنَتْهُ من طرائف ونوادر.

وقد دَرستُ الأبيات الشّعريَّة دراسةً فنَّيَّةً إضافة إلى الوظيّفة السّياسيَّة والاجتماعيَّة للشّعر، ومن أبرز الظَّواهر الفنّيَّة الَّتي وردت في الأبيات:

  • الصُّور البيانيَّة وفي مطلعها الاستعارة والتَّشبيه، وقد بُنيت التَّشابيه والصُّور على القياس والتَّعليل.
  • الحديث عن المستوى الفنّيّ الموسيقيّ (الوزن والقافية)، وارتباطهما بغرض الأبيات.
  • الثُّنائيَّات الضّدّيَّة والتَّكرار اللَّفظيّ والالتفات.
  • الحديث عن المعاجم اللُّغويَّة المتعددة الَّتي تغلب على ألفاظ القصيدة، وإبراز سمات الألفاظ من حيث الرّقة والجزالة بحسب الغرض الشّعريّ، فضلاً عن الحديث عن الأساليب الخبريَّة والإنشائيَّة بصيغها المتعددة، إضافة إلى الحديث عن التَّناصّ.

 

الكلمات المفتاحية:السياسية ،الامويون ،العباسيون،الخوارج ،الشيعة.

تحميل البحث