تحري مواقع STR من عينات العظم عند أفراد سوريين

  • دانيا إسماعيل

الملخص

خلفية البحث وهدفه: مع بزوغ شمس التكنولوجيا ومارافقها من إنجازات عظيمة غيرت تاريخ البشرية حتّى وصلت بتقدمها لسبر أغوار الدنا وفك الكثير من شيفرات غموض التحقيق الجنائيّ عن طريق الكشف عن مواقع على الدنا تميّز كل فرد على هذه الخليقة عن الشخص الآخر بميزات خصّه الخالق بها دون غيره من الأشخاص سميت المواقع الوراثيّة. وهذا ما قدم أدلة دامغة وقوية في القدرة على تحديد الهوية البشرية وخاصة لضحايا الحروب والكوارث, وقدم يد العون و الإجابات الشافية  للعائلات الثكلى التي تجهل مصير أبنائها, وخاصة في حوادث الوفيات الجماعية كما يحدث أثناء الكوارث الطبيعية (الزلالزل والبراكين إعصار تسونامي) أو الكوارث الصنعية (الحروب والتفجيرات كما حدث في تفجير مبنى التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية وكما حدث خلال الأزمة السورية في بلادنا في الفترة السابقة).

ونظراً لفشل الطرق التقليدية مثل بصمة الأصابع وسجلات الأسنان وغيرها في تحديد الهوية الشخصية, وخاصة مع العينات المتدركة وأشلاء الضحايا تم التوجه لتحديد الهوية الشخصية عن طريق ملفات تنميط الحمض النووي (التكرارات الترادفية  القصيرة), ولكن ونظراً لتشوه أغلب الجثث وتعفنها وتناثر الأشلاء خاصة أثناء الانفجارات, وعدم القدرة على تحديد ملفات تنميط الحمض النووي عن طريق عينات الدم والأنسجة الرخوة المتعفنة, تم اللجوء إلى العظام كونها العينات المثلى لتحديد بصمة الحمض النووي بسبب بنيتها العظمية المدمجة التي تحمي الدنا, على الرغم من أنّ استخلاص الدنا من العظم يشكل تحدياً حقيقياً بسبب صعوبة هذا الاستخلاص.

مواد البحث وطرائقه: تم تحليل ملفات تنميط الحمض النووي  باستعمال عينات عظمية كونها أكثر أنسجة الجسم مقاومة للعوامل المحيطة وبالتالي هي العينات الأكثر ثباتاً,, تم أخذها من أحياء مصابين بكسور أثناء الحوادث تم استخلاص الدنا باستعمال عتيدة لعزل الدنا من العظم لشركة QIA genتلاها تضخيم للعينات باستعمال عتيدة من نفس الشركة, باستعمال تفاعل البوليميراز التسلسلي  PCR ليتم ترحيلها بعد ذلك على جهاز الرحلان الكهربائي الشعري, وباستخدام برنامج تحليلي لقراءة نتائج الترحيل تم تحليل النتائج التي حصلنا عليها.

النتائج: لقد تمكنا في هذا البحث من تحري مواقعSTR  التي تكشفها عتيدة الQIA gen المستعملة من العينات العظمية, وبالتالي إمكانية تحديد هوية الأفراد من العظام.

الاستنتاج: إن إمكانية تحديد الهوية الشخصية من العينات العظمية سيفتح الباب أمام خبراء الطب الشرعي لتحديد هوية الأفراد من الرفاة العظمية المنتشلة من المقابر الجماعية أو من الأشلاء المتناثرة التي لم يتبقَ منها سوى بقايا هيكلها العظمي, وسيقدم إجابات للعائلات الثكلى التي فقدت ذويها في الحروب والكوارث.

منشور
2023-12-29
القسم
سلسلة العلوم الطبية والصحية