تأثير الحجر الصحي نتيجة داء COVID-19 على الحالة الصحية لمرضى السكري في حمص

الملخص

إن انتشار عدوى COVID-19 وشدتها واختلاطاتها تتعقد في مرضى السكري مقارنة بالمرضى غير المصابين السكرين. فالحماض الكيتوني السكري قد يتسبب في حدوث عدوى أو تعقيدها في 75٪ من الحالات.

إن الحجر الاحترازي خلال جائحة  COVID-19قد سبب ضائقة مادية عامة وانقطاع لأدوية السكري وخاصة الأنسولين مع غلاء ثمن الدواء لدى توافره بالإضافة لارتفاع أجور التحاليل المخبرية وشرائح التحليل السكري المنزلية مما شكل ضغطاً نفسياً ومادياً على السكريين وخاصة من النمط الأول المعتمد على الأنسولين وأفضى إلى تدهور في الحالة الصحية للنمطين 1 و 2 .

هدف هذا البحث إلى تقييم الحالة الصحية لمجموعة من مرضى السكري من كلا الجنسين في مدينة حمص في سورية خلال فترة الحجر الاحترازي نتيجة فيروس COVID-19 ولمدة 4 أشهر خلال عام 2020، وذلك لبيان أثر الحجر الاحترازي ضد COVID-19  على ضبط غلوكوز الدم والمضاعفات السكرية والأثر الذي سببه نقص النشاط الفيزيائي لديهم بالإضافة لنقص أو انقطاع الأدوية النوعية.

وبينت الدراسة ازدياداً في الوزن لدى الرجال بنسبة 31.66% بمقدار 2-10 كغ ولدى الإناث بنسبة 43.8% بمقدار 3-15 كغ خلال الحجر الاحترازي. بالاضافة لانخفاض ممارسة الرياضة بنسبة 62% وخاصة لدى الإناث تجنباً للازدحام أو بسبب الحجر، مع تراجع في استهلاك اللحوم والفواكه بنسبة 62% و42% على التتالي بينما ارتفع استهلاك الكربوهيدرات بنسبة 55% خلال فترة البحث لدى العينة المدروسة بسبب غلاء المعيشة الواضح. كما لوحظ تراجع لمراجعة الطبيب المختص المترافق مع تراجع تكرارية التحاليل المخبرية والمنزلية الدورية لمرضى السكري خلال فترة الحجر الاحترازي وتم تغيير نمط العلاج الدوائي بنسبة 100% بالنسبة للنمط الأول و 30 % للنمط الثاني بسبب عدم توفر الأدوية النوعية للسكريين أو غلائها أو لعدم القدرة على ضبط سكر الدم. وارتفعت قيم HbA1c بقيمة 1-4% لدى 55-60% من العينة المدروسة منذ بداية الدراسة وحتى نهايتها. تدل ارتفاع قيم HbA1c وظهور الحماض الكيتوني المرافق لهذا الارتفاع على تدهور الحالة الصحة لدى العينة المدروسة بسبب الحجر الاحترازي لـ COVID-19 والذي يتبعه منطقياً المضاعفات السكرية المختلفة.