علاقة سلطنة مسقط وعُمان مع مشيخات الساحل العُماني ونجد بين عامي 1890 -1915م

  • طالبة الدراسات العليا: نور غانم
  • أ. د. حسام النايف

الملخص

   بفضل الموقع الاستراتيجي لعُمان ومهارة بحارتها ونشاطهم, أصبحت الموانئ العُمانية مسرحاً لحركة ملاحية وتجارية هامة, وكان لهذا الموقع تأثير على الإنسان العُماني الذي برع في بناء السفن, وإذا كانت منطقة الخليج العربي تعتبر البوابة الاستراتيجية والطريق الرئيسي إلى الهند وفارس والعراق, فإن عُمان تعتبر بوابة الخليج نفسه والداخل إليه. وكان لموقع عُمان الجغرافي أثراً بالغاً في تطور تاريخها, حيث قسمت المنطقة إلى قسمين هما: الساحل والداخل, إذ كان الساحل دائماً مفتوحاً أمام الغزو وتداخل الثقافات, بينما بقي الداخل منغلقاً على نفسه, وبما أن أغلب القبائل الداخلية كانت إباضية المذهب, فقد كان يصعب اختراق الداخل من الساحل ثقافياً وعسكرياً, لذا لم يهتم الداخل بالساحل إلاّ قليلاً, إذ كان يخشى من أن يهدد أمنه ويقضي على ثقافته. لذا وجب على الباحثين اكتشاف هذا البلد بإيجابياته وسلبياته لتطوير الإيجابيات وتجاوز السلبيات خدمةً لأمن المنطقة وأهميتها. ولهذا الموضوع أهمية خاصة تتمثل في دراسة المؤثرات الدولية والإقليمية والمحلية في تاريخ عُمان, حيث تنحصر الدراسة بين عامي 1891م وهو العام الذي أخذت فيه بريطانيا تمثل السياسة الخارجية لعُمان بموافقة السلطان ونيابة عنه, وعام 1915م وهو العام الذي عقد فيه الوكيل السياسي البريطاني معاهدة دارين أو القطيف لمنع إبرام أي تعاون بين شيوخ الساحل وعُمان يهدد مصالح بريطانيا في المنطقة. ومن أهم نتائج الدراسة أن سلاطين مسقط وعُمان انحازوا إلى تلبية رغبات بريطانيا خوفاً من أن يفقدوا الدعم المالي والعسكري من حكومة الهند البريطانية, وكان من نتائج هذا الانحياز أنهم فقدوا نفوذهم في الداخل واقتصر نفوذهم على الساحل, لكن بريطانيا بقيت حريصة بألاّ يتقرب سلاطين عُمان من مشايخ الساحل العُماني وتدخلت في مسألة تسوية الحدود بما يخدم تجارتها وتنفيذ سياستها الاستراتيجية.

منشور
2022-05-31
القسم
سلسلة العلوم التاريخية و الاجتماعية