من مظاهر الحضارة في العصور الإسلامية الأولى علم الطب وبناء المستشفيات (1-626ه/622- 1229م)

الملخص

لقد شهدت الحضارة العربية الإسلامية ازدهاراً واسعاً إبان العصور الوسطى، ولعل أهم مجال برع فيه العرب هو العلوم الطبية، فقد كان طلبة الطب في العصور الاسلامية  يتلقون علومهم على أيد أساتذتهم في المدارس والبيمارستانات، إذ تهيأت لهم المدارس الخاصة المعدة والمجهزة بالآلات والكتب أحسن تجهيز، فكانوا يقعدون بين أيدي معلميهم، بعد أن يتفقدوا المرضى وينتهوا من علاجهم، وإن بعضاً من مشايخ الطب كان يجعل له مجلساً عاماً لتدريس صناعة الطب للمشتغلين عليه في منزله، تسمى مجالس التعليم الطبي، ولقد أنشأت البيمارستانات( المستشفيات)  وتطورت لمعالجة المرضى باختصاصات مختلفة، واكتسب خلالها الأطباء العرب خبراتهم العملية، وبرز منهم أطباء لهم مؤلفات خاصة بهم لا تزال تدرس إلى وقتنا الحاضر، كما ساهم العلماء العرب في الحضارة الانسانية من خلال الترجمات التي قام بها أطباء عرب مسلمون للكتب القديمة الاغريقية والفارسية والهندية إلى اللغة العربية ومن ثم إلى اللغة اللاتينية في بدايات عصر النهضة.