الأوبئة في الإمبراطوريّة الرومانيّة (وباء أنطوني أنموذجاً 166- 189م)

  • د. محسن يوسف محمد

الملخص

يتناول هذا البحث بالدراسة وباء أنطوني الذي ظهر في العام 166م، واستمرّ بحسب المصادر التاريخية حتّى العام 189م. ظهر الوباء في الشرق بالتوازي مع حملة الإمبراطور لوكيوس فيروس على الإمبراطورية البارثية، ثمّ انتشر بسرعة كبيرة عبر الإمبراطورية الرومانية حتّى وصل إلى أقصى غرب الإمبراطورية الرومانيّة. وكان لسرعة انتشاره عوامل عدّة أهمها حركة الفرق العسكرية الرومانية، واحتشاد الجنود ضمن ثكناتهم، وحركة المسافرين والتجار وتشجيع الرومان للنشاطات المجتمعية المغلقة.
وتزامن انتشار الوباء مع الفترة التي اشتهر بها الطبيب جالينوس، لذلك فقد كتب جالينوس تشخيصاً للمرض والأعراض التي أصابت المريض به، فقدّم بذلك مادّة علمية مهمة ساعدت على دراسة المرض، وعلى الاستنتاج بأنّ المرض كان هو الجدري وليس الطاعون.
ترك وباء أنطوني تأثيراته على مختلف النواحي في الإمبراطورية الرومانية، فعانى السكان من عدد هائل من الوفيات، وأُصيب الاقتصاد الروماني بركود كبير نتيجة انخفاض القدرة الانتاجية وتراجع الحركة التجارية وهجر الأراضي الزراعية. وقد حاولت الحكومة الرومانية مُمثّلة بالإمبراطور ماركوس أوريليوس التصدّي لآثار الوباء من خلال جملة من الخطوات والقوانين، إلا أنّ تلك الإجراءات لم تمنع من استمرار الوباء في عهد الإمبراطور كومودوس

منشور
2021-09-06
القسم
سلسلة العلوم التاريخية و الاجتماعية