دور الرصاد والعيون في أبرز أحداث العهد النبوي

  • تقديم طالبة الدكتوراه: نور العبد

الملخص

  إن الرغبة في الحصول على المعلومات غريزة فطرية عند الإنسان لأنه دائماً يطمع إلى كشف المستور لأنه يخافه ويرهبه من هنا ظهرت فكرة بث الرصاد والعيون منذ قديم الزمان، إذ أن التخطيط الجيد لأي معركة يتوقف على معرفة أسرار العدو ورصد تحركاته وكشف مخططاته ولا سبيل لذلك إلا عن طريق بث العيون واستخدام الوسائل المتقدمة لمعرفة كل تحركات العدو بكل الوسائل الممكنة.

يعد عمل الرصاد والعيون من أهم الطرق والأساليب التي لجأت إليها الأمم والمجتمعات والدول على مر التاريخ لمواجهة الأعداء أو لنشر دعوة أو لتأسيس كيان سياسي.

عرف العرب قبل الإسلام نظام الجاسوسية على الأعداء من خلال جمع المعلومات عن طريق التجار والرحالة غيرهم، وعندما جاء الإسلام استمرت الجاسوسية كما كانت في بث الرصاد والعيون والطلائع في عهد الرسول(r) في مكة أو المدينة المنورة، وكان هذا النظام بسيطاً يلبي حاجات الدعوة الإسلامية الأولى، فقد كان الرسول(r) يحسب حساباً لعدوه من خلال الأخبار التي تأتيه من الرصاد والعيون، فيضع خططه على أساس المعلومات المتوفرة له لمراقبة المشركين واليهود ومعرفة عدوه،وبرز ذلك جلياً في سراياه وغزواته، فهناك رصاد وعيون تسبق غزوات الرسول(r)وكان من مهامهم جمع المعلومات المتعلقة بالعدو سواء فيما يخص قواته، قياداته، خططه، أهدافه، مروراً بإمكانيات العدو البشرية والاقتصادية والعقائدية، وطبيعة أراضي العدو من حيث التضاريس، وكان من مهامهم تحقيق أمن الدولة عبر منع عيون العدو من الحصول على المعلومات، كما قام الرصاد والعيون العرب المسلمون خلال هذه المرحلة بعمليات خاصة تتعلق بالقضاء على قيادات العدو، أو خطفها، أو إرعابها، وهو ما تقوم به الأجهزة الاستخبارية في عصرنا الحالي.

منشور
2023-03-23
القسم
سلسلة العلوم التاريخية و الاجتماعية