رعايةُ الأطفالِ الرُضّعِ في العصرِ الرومانيِّ (27 ق.م- 200م)

الملخص

يتناولُ هذا البحث بالدراسة الرعاية التي أولاها الرومان لأطفالهم في مرحلة الرضاعة، خلال الفترة الزمنية بين عامي 27 ق.م - 200م.  وبدأت رعاية الرضيع مع قطع الحبل السرّي وانفصاله جسدياً عن والدته، ثمّ تتابعت مراحل تلك الرعاية، فخضع الرضيع إلى تقييم أولي لصحّته للحُكم فيما إذا كان مؤهلاً للتربية أمْ لا. فإذا كان مؤهلاً للتربية قامت القابلة بإجراء الحمّام الأوّل له، هذا الحمّام الذي تضمّن غسله وتدليك جسده بمكوّنات معيّنة مثل زيت الزيتون والملح، بالإضافة إلى تشكيل ملامحه بصورة مثاليّة.

كما شملت رعاية الرضيع في العصر الروماني جوانب مهمّة؛ منها تقميطه عن طريق لفّه بضمادات ناعمة لحماية جسده، ومنحه قواماً صحياً ومستقيماً. كما كان للحمّام الدوريّ للرضيع طقوسه وإجراءاته التي أدركها الرومان وعكستها توصيات كبار الأطباء مثل جالينوس وسورانوس وروفوس الأفسوسيّ.

وكان لغذاء الرضيع حضوره كأحّد نواحي العناية به، إذْ اعتمد الرضيع في المرحلة الأولى من حياته، التي استمرت خلال السبعة أشهر الأولى، على الحليب فقط، ليبدأ غذاءه بالتنوع بعد بزوغ أسنانه وقدرته على مضغ الطعام.

وعند بلوغ الرضيع الشهر السابع من حياته كان يمرّ بمرحلة فارقة تتمثل ببزوغ أسنانه بما رافقها من آلام. هذه الآلام تعامل معها الرومان بمراهم وأدوية سردتها المصادر التاريخية. ومع بزوغ الأسنان وإدخال الأطعمة المتنوعة في غذاء الرضيع، يبدأ الأخير بمرحلة