أثر التغذية المتقطعة على نوعية المياه في شبكات التوزيع

الملخص

يسود في سوريا نظام التغذية المتقطعة في معظم التجمعات السكانية، لكن لهذا النظام العديد من المشاكل، من أهمها مشكلة تلوث المياه. ويمكن أن يرد السبب الأساس في ذلك إلى ازدياد مدة مكث المياه ضمن الشبكة بسبب توقف الجريان خلال فترات وقف التغذية، والذي يؤدي إلى انخفاض تركيز الكلور المتبقي، وإعادة نمو البكتريا في أنابيب الشبكة، ويمكن أن يؤدي إلى تراجع الحالة الإنشائية للأنابيب. ونتيجة لاستخدام خزانات أرضية، أو الضخ المباشر من الشبكة للحصول على المياه خلال فترة الانقطاع، يتم تفريغ أنابيب الشبكة من المياه مما يؤدي لانخفاض الضغط ضمنها، وقد يتشكل ضغط سلبي، فيزداد احتمال رشح المياه الجوفية والتي قد تكون ملوثة عبر الوصلات السيئة أو عبر ثقوب الأنابيب إلى الشبكة مما يهدد بانتشار التلوث ووصوله إلى المستهلكين. تم خلال البحث محاكاة شبكة افتراضية من أجل عدد من أنظمة التغذية المتقطعة بتغيير زمن التغذية وتكرارها، وتم دراسة أثر النظام المستخدم على عمر المياه، وعلى تركيز الكلور المتبقي. كما تم محاكاة رشح المياه الجوفية عبر ثقبين على أنبوبين ودراسة انتشار التلوث ضمنهما، والناتج عن وجود خزانات أرضية. وقد أظهرت النتائج احتمال تشكل جيوب مائية في الأنابيب على أطراف الشبكة يرتفع فيها عمر المياه بشكل كبير، كما أظهرت ارتفاع عمر المياه في الشبكة عند التغذية لمدة ساعتين مهما كان تواتر التغذية، وتبين انخفاض تركيز الكلور المتبقي في عدد من أنابيب الشبكة إلى مادون الحد المسوح في المواصفة السورية لنوعية مياه الشرب م.ق.س. 45:2017 وذلك عند تواتر تغذية مرة كل 48h أو أقل، كما ظهر بوضوح وجود خطر كامن لانتشار التلوث في حال وجود ثقب أو أكثر في جدران الأنابيب مهما كانت مدة التغذية ومهما كان تواترها.