التنبؤ بشدة خطورة الحوادث المرورية في مدينة اللاذقية باستخدام تقنيات الذكاء الصنعي

الملخص

يشكّل ارتفاع معدل الإصابات الناجمة عن حركة المرور على الطرق مشكلةً صحيةً عامةً متنامية في مختلف أنحاء العالم، واستناداً إلى تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإنّ الإصابات الناجمة عن حوادث المرور بعد عام 2020 سوف تكون السبب الرئيسي الثالث للوفيات في العالم.
لا تنشأ الحوادث بطريقة عشوائية بحتة، بل يتأثّر حدوثها بالعديد من العوامل، مثل الظروف المادية للسائقين، وأنواع السيارات، وسرعة القيادة، وحالة المرور، وهندسة الطرق، والطقس، ومن دراسة سجلات الحوادث التاريخية وبياناتها، يمكننا فهم العلاقات (التي قد تكون سببية) بين هذه العوامل وبين حوادث الطرق، والتي من شأنها أن تسمح لنا بدورها ببناء متنبئ بالحوادث، لتقدير عدد الحوادث والوفيات والإصابات.
تمّ التوصل في البحث إلى وضع نموذج رياضي للتنبؤ بشدّة الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية في مدينة اللاذقية، يعتمد على عدد من العوامل المتعلّقة بالحوادث المرورية، وأما الهدف الرئيسي فهو تخفيض عدد الحوادث المرورية المتوقعة مستقبلاً على الشوارع الرئيسية في المدينة، حيث تمّت الدراسة على شوارع مختلفة فيها من حيث أهميتها ومن حيث عدد الحوادث المرورية المسجلة عليها، ومن حيث تنوع خصائصها هندسياً، وذلك من أجل الإلمام الكافي بظروف الحركة المرورية في المدينة اعتماداً على أسباب مختلفة.
تم الاعتماد على برنامج MATLAB والأدوات الملحقة به (nftool) The Neural Network Fitting Tool نظراً لكفاءته العالية في مجال التنبؤ، وعلى خوارزمية Levenberg-Murquardt (LM) ذات الانتشار العكسي للخطأ، حيث تعد خوارزمية تدريب سريعة لشبكة ذات حجم قابل للتحديث وذات ذاكرة مختزلة، ويمكن الإفادة منها في التدريبات التي تتطلب بيانات ضخمة.