التّماثلات الصّوتيّة وشعريّة الجناس (قراءة في تيمة السّاقي عند أبي نواس )

  • زكوان مزيق

الملخص

تحاولُ هذهِ الدّراسةُ قراءةَ تجربةِ أبي نواسالشّعريَّةِ مِنْ خلالِ النّفاذِ إليها مِنْ زاويةٍ لغوِيَّةٍ عضويَّةٍ تشكِّلُ التّماثلات الصّوتيّة عُمْدَتَهَا،وبالاعتمادِ عَلَى هذا المَدخَلِ الإجرائيِّ ينبنِي التّحليلُ النّصِّيُّ الذّي يقومُ عَلَى تَخَيُّرِ إحدى التّيماتِ (صورة السّاقي)؛ تلكَ التّيمةُ التّي تسعَى الدّراسةُ إلى تَتَبُّعِهَا في ديوان أبي نواس، وَقَدْ تَنَوَّعَتِ الامتداداتُ  التّراصفيَّةُ  لبنيةِ هذهِ التّيمةِ؛ أي تيمة (السّاقي ) بينَ الجُّملةِ، فالمَقْطَعِ، فالقصيدةِ.

ويدلُّ التّناولُ النّصِّيُّ عَلَى دَوْرِ (صورة السّاقي)الفاعلِ فِيْ نَسْجِ اللُّغةِ المُتَحَقِّقَةِ مِنْ ناحيةٍ، وَفِي الإِسْهَامِ بِعَمَلِيَّةِ الخَلْقِ الأَدَبِيِّ؛ تلكَ العمليَّةُ التّي تنمُّ عَلَى تفاعلاتٍ سياقيَّةٍ منتجةٍ لفضاءاتٍ دلاليَّةٍ توسِّعُ دائرةَ الإيحاءِ مِنْ ناحيةٍ ثانيةٍ. وَقَدْ تكرَّرتِ التّماثلات الصّوتيّةعلى مساحةِ النّصِّ المقروءِ، وَظَهَرَـ عَلَى  نَحْوٍ جَلِيٍّ ـ  الانزياحُ الإيجابيُّ الذّي عَدَلَ  بالعلاقةِ الثّابتةِ الصّامِتَةِ نَحْوَ عَلَاقَاتٍ ديناميَّةٍ متحرِّكةٍ كَسَرَتِ المَألوفَ مُوَلِّدَةً علاقاتٍ متوازيَّةً أحياناً، ومتكافئةَ الدّلالةِ، أو متخالفةً لَمْ تَصِلْ إلى حَدِّ المعانِي الضّدّيَّةِ، في أحيانٍ أخرى؛ وهنا يُلْحَظُ أنَّ الدّالَّ النّصِّيَّ يعومُ بينَمَا المدلولُ ينزلقُ بفعلِ تَفَاعُلَاتِ البُنَى السّياقَّيَّةِ النّصِّيَّةِ المُتَحَقِّقَةِ، فَتَتَخَلَّقُ شعريَّةُ اللُّغةِ النّواسيّة بِدَهْشَتِهَا، وَإِغْرَابِهَا، وَمُجَاوَزَتِهَا الفنّيَّةِ.

منشور
2022-05-14
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية