البنى المعنوية في شعر مظهر الحجي - ديوان المُتيّم نموذجاً

  • أ. د. روعة الفقس

الملخص

ثمة شعراء كثر أفرزتهم البئية المكانيّة ، وكانت سبباً مهماً في توليد الشّعريّة عندهم ، ولعلّ من هؤلاء شاعرنا مظهر الحجيّ ، ابن البيئة الحمصيّة . إذ يجد متلقي دواوينه المفردات الحمصيّة متناثرة هنا وهناك في نصوصه الشّعريّة  . ولكنّه ينطلق من الخاصّ إلى العام دائماً ، من حبّه لمدينته حمص إلى حبّه للوطن العربي والشّعب العربي. اعتمد البحث المنهج الفنيّ الجماليّ ، واستفدنا من التّأويليّة التي تؤمن بتعددية القراءة للنّصّ الواحد . وتوصّل البحث إلى مجموعة من النتائج ؛ ولعلّ من أهمّها أنّ المتيّم هو الشّاعر نفسه ؛ الذي عشق الأرض العربية ، ووصل به هذا العشق إلى مرتبة الجنون ، واحتوى ديوان المتيّم على أربع ثيمات رئيسة ، وهي الحبّ ، والاغتراب ، والحزن ، والغربة . واعتمد الشاعر التناص والثّنائيات الضّديّة في توضيح رؤيته حول تلك الثيمات ، وبدأت تلك الثنائيات من غلاف الديوان ؛ فثمة ثنائية ضديّة بين اللّونين الأسود والأبيض ثم تمتدُّ تلك الثنائيات إلى النّصوص الشعريّة ، فنرى ثنائية الموت / الحياة ، العدم / الوجود ، اليأس / الأمل . لهذا نرى شاعرنا ينتصر للحياة أحياناً  وينتصر للموت أحياناً كثيرة ، وجاء انفعاله العاطفي متنوعاً بين الهدوء والشّدة  وخاصةً عندما يذكّر العرب بالرّوابط المشتركة التي تجمعهم . وينفصل الشّاعر عن واقعه الأليم ولاسيّما عندما يسرد لنا ما حلّ بالعراق الشقيق ، ويجد أنّ الجنونَ الحلُّ للخروج من هذا الواقع الأليم . وهنا يتقاطع (الحجيّ) مع عزّ الدّين إسماعيل الّذي رأى أنّ الجنونَ الحلُّ للوصول إلى التّوازن بين الذّات والواقع ، والشعور بالسّعادة الحقيقية ، عندما يعجز الشّاعر عن تغيير واقعه إلى الأفضل .

منشور
2024-05-10
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية