الحذف في شعر البهاء زهير

  • طالب الدكتوراه: عمران علي كنجو

الملخص

يُشكّل الحذف ظاهرة من الظّواهر اللغويّة التي تعمّق بلاغة اللغة؛ إنّه آليّة من آليّات التّعبير التي يلجأ إليها الشّعراء لتكثيف معانيهم، وتعميق المتن الفكريّ لديهم.

لقد استعان البهاء زهير بآليّة الحذف ليُقدّم نسيجاً عميقاً من النّظم ، إنّه نسيج يحمل عبق الذات، وجماليّة الإحساس بما يصيب الإنسان من أحداث، وما يشعر به من مشاعر مختلفة، فالحياة ميدان مليء بعبق الرّؤى وجدليّة الأقدار والآمال.

وقد تنوّع الحذف في شعر البهاء زهير، فاستعان بحذف أجزاء التّركيب الاسمي، ولم يكتفِ بذلك بل لجأ إلى حذف أجزاء من التّركيب الفعلي، ولم يكن حذفه عشوائيّاً، بل كان حذفاً موظّفاً، فقد طال هذا الحذف الفاعل والفعل والمفعول به والفضلات، وكان لكلّ حذف خصوصيّة ودلالة.

والبهاء زهير شاعر مخضرم، أجاد قراءة معطيات الواقع الموضوعيّ، وتحويله إلى مستوى شعوريّ نظمه متّكئاً في كثير من الأحيان على حذف بعض البنى الكلاميّة بإسقاطها في ظاهر النّسق، للولوج فيها إلى مستويات أكثر تعبيراً وأدقّ بوحاً.

منشور
2024-04-18
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية