مفهوم الفضيلة عند أفلاطون

  • الباحث د. وائل علي سعيد

الملخص

أكدّ أفلاطون على أنّ الفضائل واحدة، رغم تعددها، لكنه لم يحدد مفهوم الفضيلة من حيث هي كذلك، بل استخدم مصطلحي الفضيلة والعدالة بالتبادل، دون تصريح، ودون توضيح، على الرغم من الإصرار السابق على وحدة الفضائل.

كما أصرّ أفلاطون على الانسجام والتكامل بين الفضائل، الأمر الذي وجدناه مرتبطا بمصلحة دولة المدينة. ولذلك جعل من فضيلة العدالة الفضيلة المركزية التي تحافظ على التقسيم الطبقي لقوى النفس ولطبقات المجتمع والدولة. كما وجدنا أنه جعلها لاحقة زمانيا وأنطولوجيا لباقي الفضائل.

قال أفلاطون في محاورة مينون إلى أنّ الفضيلة ليست مكتسبة وليست فطريّة، وقدم بعض الأدلة على ذلك، التي حددنا نقاط ضعفها، ثم انتهى في نهاية المحاورة إلى أنّ الفضيلة منحة إلهيّة. فماذا كان أفلاطون يقصد بالفطريّ وبالمكتَسَب، حتى يرفض أن تكون الفضيلة فطرية ومكتسبة؟ لم يحدّد أفلاطون مصطلحات الفطريّ والمكتسب، ولم يحدّد سبب إخراجه للفضيلة من دائرة الفطريّ والمكتسب، أو فيما إذا كان ذلك ينطبق على جميع أنواع الفضيلة أو مستوياتها.

وقد وجدنا أن الفضيلة الفلسفية عند الإنسان فطرية ومكتسبة جزئيا، مكتسبة لأنها متوقفة على تعلم الفلسفة، لكن تعلم الفلسفة متوقف على وجود استعداد فطري، عبر أفلاطون عنه بقوله وجود معدن الذهب في طينته، التي صنع منها، أما من حيث الأهمية فقد جعلها أفلاطون في صالح الجزء الفطري.

منشور
2024-04-18
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية