أساليْبُ بناءِ العنوانِ في شِعْرِ الحَداثةِ (شِعْرُ التَّفعيلةِ السُّوريُّ) أنَمُوْذَجاً

  • لينا أحمد يعقوب
  • د. نزار عبشي

الملخص

يسْعى هَذَا البَحْثُ إلى معالجَةِ مَسْأَلَةِ اَلْعَنْوَنَةِ ؛ لِما فِيهَا مِنْ خُصوصيَّةٍ ، وَبِمَا تَشْتَمِلُ عَلَيْهُ مِنْ أَهَمّيَّةٍ بالِغَةٍ؛ لِما يُمَثِّلُهُ العُنْوانُ مِنْ تبيانِ هويَّةِ النَّصِّ ، وَتَحْديدِ اتِّجاهِهِ.   وذلك بهدفِ الوصولِ  إلى الإجابةِ عنِ الأسئلةِ الآتية : مَا المَقْصودُ بِالْعُنْوَانِ ، وَمَا وَظائِفُهُ فِي النَّصِّ الشِّعْريِّ ، وَمَا مَدَى ارْتِباطِ الشّاعِرِ الحَداثيِّ بِانْتِقاءِ العُنْوانِ لِنَصِّهِ ، أَوْ ديوانِهِ ؟ مَا المَقْصودُ بِالْأُسْلُوبِ ؟وَمَا دَلالَةُ البَنّاءِ أَوْ البِنْيَةِ ؟ وَمَا تَعْريفُ شِعْرِ التَّفْعِيلَةِ ؟  وقدِ اعْتمَدْنا على المنهج الوصفي ، من دون أن نُغفلَ الأسلوبيّة الإحصائية في الجانب التطبيقي من البحث. وقدْ بدأنا بتتبّع دلالةِ العنوانِ منَ النَّاحيتينِ : المعجميَّةِ والاصطلاحيَّةِ ، ومِنْ ثمَّ بحثْنا في أساليبِ الشُّعراءِ الَّتي استخدموها في اختيارِ عنواناتهمْ وفقَ معيارينِ هما:  المعيارُ الأوَّلُ ــــــ المعيارُ الُّلغوي، المعيارُ الثَّاني ـــــــ معيار التَّقنيةِ الأسلوبيَّة في صياغةِ العنوانِ،  وَوَفْقَ هَذَا التَّحْدِيدِ رَصْدْنا عَيِّنَةً مِنْ عُنْواناتِ شُعَراءِ الحَداثَةِ السُّورِيِّينَ الصّادِرَةِ فِي المُدَّةِ الزَّمَنيَّةِ المُحَدَّدَةِ لِلدِّرَاسَةِ، وَقُمْنَا بِعَمَليَّةِ اسْتِقْراءِ تِلْكَ العَناوينِ فِي هَذِهِ العَيِّنَةِ اَلَّتِي قَدَّمْنَاهَا عَلَى أَنَّهَا نُمُوذْجَاتٌ جُزْئيَّةٌ تُشَكِّلُ مَلْمَحًا مِنْ مَلامِحِ الصّورَةِ الكُلّيَّةِ . وَمِن ثُمَّ أَثْبَتْنَا مَا تَوَصَّلَ إِلَيْهُ البَحْثُ مِنْ نَتائِجَ ، وَمَا قَرَّ لَدَيْنَا مِنْ خِلالِ تِلْكَ العَيِّنَةِ اَلَّتِي اخْتَرْنَاهَا تمثَّلتْ في أَنَّ العُنْوانَ لَمْ يَعُدْ مُجَرَّدَ وَسَمٍ دالٍّ عَلَى النَّصِّ كَعَلَامَةٍ تَمْييزيَّةٍ وَحَسْبَ ، بَلْ أَصْبَحَ نَصًّا لَهُ اشْتِراطاتُهُ الجَماليَّةُ اَلَّتِي تَرْتَبِطُ بِاَلْذائِقَةِ الجَماليَّةِ لِلشَّاعِرِ، وَهُوَ فِي الوَقْتِ نَفْسِهِ يَمْنَحُ الشّاعِرَ مِساحَةً مِنْ الحُرّيَّةِ فِي اخْتيارِ النَّمَطِ اللُّغَويِّ، وَكَذَلِكَ التِّقْنيَّةُ الأُسلوبّيَّةُ فِي الصّياغَةِ التَّعْبيريَّةِ. وَأَخِيرًا وَضَعُنا ثَبْتَا بِمَصادِرِ البَحْثِ مِنْ دَواوينِ الشُّعَراءِ الَّذين كانوا موضوعَ الدِّراسَةِ ، وَأخيراً قائِمَةٌ بِاَلْمَراجِعِ اَلَّتِي أَفِدْنَا مِنْهَ.

منشور
2021-09-28
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية