الشاعر الأندلسي والشرق بين الاستلاب واللامنتمي في القرن الخامس للهجرة

  • أ.د.عيسى فارس
  • د.وفاء جمعة
  • أحمد سليمان علي

الملخص

حملَ الشِّعرُ الأندلسيُّ كثيراً من تجارب أصحابه، وخبراتهم عبر قرون من التراكمات الكمِّيَّة، والنَّوعيَّة في الأحداث الفرديَّة، والاجتماعيَّة، ومسارات التَّفاعل معها، وقد عبَّر الشِّعر الأندلسيُّ عن مستوياتٍ متعدِّدة من الفكر، والعاطفة، وكان الحضور الأندلسيُّ الشِّعري حضوراً أكثر تنوُّعاً من الناحية الفنِّيَّة والموضوعيَّة ممَّا يمكن أن نقيسه بالنِّسبة إلى المشرق؛ فقد سارت العناصر التي يقوم عليها الموضوع الشعري في أنساق أكثر دلالة على منظومة الحياة الأندلسية الخاصَّة، كذلك نجد انحرافاً واضحاً في العناصر الموسيقية واللغويَّة التي يُبْنى عليها النَّصُّ الشِّعري عن المسار التقليدي في القصيدة العربية.
تمَ ترتيب فقرات البحث وفق هذا المسار من الانحراف ، فكان الحديث في القسم الأول عن استلاب المشرق للأندلس عبر علاقة استعلائيّة صار فيها لدى الأندلسيين المثال المحتذى الذي أبعدهم عن الحركيَّة الاجتماعية، والبيئية المختلفة في الجزيرة الأندلسية البعيدة عن حركية المجتمعات المشرقية، ثمَّ انتقل الحديث في القسم الثاني إلى الموضوعات التي نلمس فيها اغتراباً عن ذلك المثال المشرقي، وميلاً عن الاحتذاء بهذا النموذج في الموضوع، وتعبيراته العاطفية، لنصل إلى القسم الثالث الذي يعرض للانعطافة الفنية التي عبَّرت بشكل قوي عن اللاانتماء الشعري إلى المشرق، وكان ذلك عبر الاتِّساق مع المنظومة العاطفية، واللغوية، والثقافية، المختلفة في المجتمع الأندلسي عن المشرق، والاقتراب منها عن طريق التعبير عن الانتماء إليها ، ومنه عن اللانتماء إلى الأدوات الفنية الرسمية المشرقية، وكان ذلك في سياق موجز اعتمد أسلوب عرض الشاهد

منشور
2021-07-24
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية