المصطلح اللغوي في التراث العربي "دراسة وصفيّة"

  • أ د. مالك ياسين
  • محمّد حسن الكردي

الملخص

     اهتمّ علماء العربيّة ـ منذُ بدايةِ عهدِ التدوينِ ـ بالمصطلحات العلميّة في مختلفِ ميادين المعرفة، وذلك أنّ لكلّ علمٍ مصطلحاتِه التي تميّزهُ من سواه، وكان للمصطلح اللغويّ مساحةٌ واسعةٌ في تلك المصنّفات التي وضعوها، فقد كان الحفاظُ على اللغةِ العربيّة من اللحنِ الدّافعَ الأوّلَ لوضع علوم العربيّة من نحْوٍ وصرْفٍ وبلاغةٍ، وقد رافقَ ذلك ـ بالضرورةِ ـ وضعُ الحدودِ والضّوابطِ التي تميّز كلّ فرعٍ من فروع علوم العربيّة من سواه، وإنّ الباحثَ في التراث العربي يجدُ تلك الحدود اللغويّة موزّعةً في مصنّفات النحْويّين، والصرفيّين، والبلاغيّين، وربّما في معاجم اللغة ذاتِها في بعض الأحيانِ، إلى أنْ ظهرت المصنّفات الاصطلاحيّة المتخصّصة، فجمعَت ذلك الشّتاتَ في مصنّفٍ واحدٍ يسهّلُ على الدّارسِ الوصول إلى مبتغاه، فكان منها ما هو متخصّصٌ في حقلٍ معرفيّ واحدٍ، ومنها ما جمعَ تلك الحدود اللغويّة كلَّها في آنٍ معاً، كما هو الحالُ في "مفاتيح العلوم" للخوارزمي "ت387هـ"، وكتاب "التعريفات" للشريف الجرجاني "ت816هـ"، وكتاب "الكليّات" لأبي البقاء الكفوي "ت1049هـ"، وكتاب "كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم" للتهانوي "ت بعد1158هـ"، والذي يمثّل كتابُه الصورة النهائيّة للمصنّفات الاصطلاحيّة العامّة.

منشور
2022-12-11
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية