الشاعر الغراب مأساته وغربته في الشعر الجاهلي

الملخص

ينهض هَذَا البحث بدراسَة حياة الأغربة وغربتهم في ظلّ ذلك المجتمع المنحط إنسانياً، فقد تناول أبعاد الغربة ومظاهرها فكانت تتمثل بمظاهر شتّى منها الخوف والقلق والاضطراب، حيث إنّ ظاهرة الغربة في الشعر الجاهلي ليست تقليداً فنياً وإنّما حاجة فرضتها عليه الحياة الجاهلية، فالغراب لم يعان من الغربة التي عانى منها الجاهليين معظمهم بسبب الظروف البيئية في شبه الجزيرة العربية مثل الصحراء وحرارة الجو القوية في الصيف  والبرودة الشديدة في الشتاء والقحط الدائم فحسب إنما علاوة على ذلك عانى من ذلك لأسباب فيزيولوجية كانت باديةً على وجهه الأسود وساريةً في عروقه الزرقاء، إنّه السواد الذي ورثه من أمه التي ظلت سبة عليه طيلة حياته.