تراسل الشعر الحديث مع فن السينما

  • الدكتور: أحمد الحسن

الملخص

يتناول البحث واحدة من الظواهر الفنية التي وسمت شعرنا العربي الحديث، وهي ظاهرة تراسله مع الفنون المكانية عامة، وتحديداً مع فن السينما، هذا الفن الذي يتشارك والأدب بعامة في أمرين:

الأول: كلاهما يقدّم عالماً نابضاً بالحياة والحركة.

الثاني: كلاهما يعتمد التصوير الفني لتجسيد عالم يتسم بالحيوية والحركة، على رغم ما بينهما من اختلاف من جهة الأداة التعبيرية.

ويسعى البحث، من خلال مهاده النظري، إلى تحديد مفهوم التراسل، وتمييزه من غيره من المفاهيم التي تشاكله، والوقوف على الحدود الفاصلة بينه وبين غيره من هذه المفاهيم، كالتداخل والاستعارة والاستضافة والتوظيف، والتهجين. لاسيما أن كثيراً ممن درسوا الشعر العربي الحديث، قد تناولوا ظاهرة تراسله مع الفنون الأخرى، مستخدمين هذه المصطلحات، وكأنها مرادفات لمفهوم التراسل. وهذا ما اقتضى ضرورة التفريق بين التراسل، وبين غيره من المفاهيم، انطلاقاً من آلية حضور عناصر فنٍ ما في فنٍ آخر حضوراً تراسلياً، وتحديد شروط هذا الحضور، كما اقتضى البحث التمييز بين قراءة الشعر قراءة تراسلية مع فن السينما، وبين تراسل الشعر مع الفن السينمائي.

وجاء هذا كله على صورة دليل نظري، يهتدي به الباحث لقراءة بعض النماذج الشعرية، والوقوف على السيرورة التدرجيّة في التجربة الشعرية الحديثة حين تراسل الشعراء في نصوصهم مع الفنون المكانية بدءاً بالصورة المكانية الثابتة (رسم – نحت – فن تشكيلي) إلى الصورة السينمائية النابضة بالحياة والسيمياء الشخصية والفكرية لموضوع الصورة الفنية.

منشور
2022-12-11
القسم
سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية